قوله:{إنما قولنا لشيء إذا أردناه أن نقول له كن فيكون} هذا إعلان رباني مجلجل يبين الله فيه لعباده أنه هو المبدئ وهو المعيد وأنه لا يعز عليه فعل شيء في هذا الكون أو إحداثه ؛فهو يقول: إنا إذا أردنا أن نبعث من يموت فلسنا عاجزين عن فعل ذلك ،فما علينا من نصب ولا تعب في صنع ما نريده من إحياء أو إماتة أو غير ذلك ،فما علينا من نصب ولا تعب في صنع ما نريده من إحياء أو إماتة أو غير ذلك من أمور الكون كله ؛لأنا إذا أردنا أن نخلق شيئا أو نفعله أو نحدثه ؛فليس علينا إلا ( أن نقول له كن فيكون ) فلا جرم أن من صفات الله القدرة البالغة التي لا تعرف القيود أو الحدود .إن قدرة الله مطلقة ،وعلمه كامل ومحيط ،وإرادته غالبة على كل شيء ،وهو سبحانه الفعال لما يريد{[2528]} .