/م38
{إنما قولنا لشيء إذا أردناه أن نقول له كن فيكون} .
أي:إذا أردنا أن نبعث من يموت ،فلا تعب علينا ولا نصب في إحيائه ؛لأنا إذا أردنا أمرا وقع وحدث ؛فقدرتنا لا يتعاصى عليها شيء ،ولا يحول دون نفاذها حائل .
قال ابن كثير:
أخبر سبحانه عن قدرته على ما يشاء ،وأنه لا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء ،وإنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له:{كن فيكون} . والمراد من ذلك:إذا أراد كونه ؛فإنما يأمر به مرة واحدة فيكون كما يشاء27 .
قال تعالى:{وما أمرنا إلا واحدة كلمح بالبصر ...} . ( القمر:50 ) .
وقال سبحانه:{ما خلقكم ولا بعثكم إلا كنفس واحدة ...} . ( لقمان:28 ) .
ونلاحظ أن هذه الآيات قد حكت إنكار الكفار للبعث ،ثم ردت عليهم بالحجة والبرهان ،وفي هذا المعنى يقول الله سبحانه وتعالى في آخر سورة يس:
{وضرب لنا مثلا ونسي خلقه قال من يحي العظام وهي رميم* قل يحييها الذي أنشأها أول مرة وهو بكل خلق عليم* الذي جعل لكم من الشجر الأخضر نارا فإذا أنتم منه توقدون*أوليس الذي خلق السماوات والأرض بقادر على أن يخلق مثلهم بلى وهو الخلاق العليم* إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون* فسبحان الذي بيده ملكوت كل شيء وإليه ترجعون} .( يس:78 83 ) .