قوله: ( بالبينات والزبر ) البينات متعلق بقوله: ( أرسلنا ) وكذا ( الزبر ) .أي أرسلنا من قبلك بالبينات والزبر رجالا نوحي إليهم .والمراد بالبينات الأدلة والبراهين والمعجزات التي أوتيها النبيون لتكون شاهدة لهم بصدق دعوتهم وصدق ما جاءوا به من رسالة ودين .وأما ( الزبر ) فهي الكتب ،وهي جمع زبور .
تقول العرب: زبرت الكتاب إذا كتبته .والزبور ،الكتاب الذي أنزل على داود عليه السلام{[2534]} .
قوله: ( وأنزلنا إليك الذكر لنبين للناس ما نزل إليهم ) المراد بالذكر هنا القرآن ؛فقد أنيط برسول الله ( ص ) تبيان هذا الكتاب الحكيم للناس ؛إذ يبين لهم ما أجمله الله فيه من الأحكام في العبادات والمعاملات والجنايات وغير ذلك من المسائل والقضايا مما ورد في كتاب الله على نحو من الإجمال أو الإشكال أو العموم ،فتفصيل ذلك وتبيينه وتوضيحه منوط برسول الله ( ص )؛فهو أعلم الناس بما حواه القرآن من أصول الأحكام والمعاني .
قوله: ( لعلهم يتفكرون ) أي يتدبرون ما جاء به الكتاب الكريم من جليل الآيات والعظات والمعاني فيعتبرون ويهتدون{[2535]} .