قوله تعالى:{أفأمن الذين مكروا السيئات أن يخسف الله بهم الأرض أو يأتيهم العذاب من حيث لا يشعرون ( 45 ) أو يأخذهم في تقلبهم فما هم بمعجزين ( 46 ) أو يأخذهم على تخوف فإن ربكم لرؤوف رحيم ( 47 )} .
الاستفهام للإنكار .والمراد المشركون الظالمون الذين يعتدون على المسلمين بالصد والأذية والفتنة .فيقول الله لهم في توعد وتهديد: أفأمن هؤلاء الظالمون ( الذين مكروا السيئات ) ( السيئات ) صفة لمحذوف ؛أي الذين مكروا المكرات السيئات .والمراد بمكرهم هنا سعيهم في إيذاء رسول الله ( ص ) وفتنة المسلمين وتعذيبهم ؛لإغوائهم واجتيالهم عن دينهم .من أجل كيدهم وتمالئهم ومكرهم بالنبي والذين معه من المؤمنين ؛فقد توعدهم الله بجملة نزاول أولها: ( أن يخسف الله بهم الأرض ) وخسف المكان معناه الذهاب به في الأرض ؛وخسف الله بهم الأرض أي غاب بهم فيها كما خسف بقارون ؛إذ خسف الله به وبداره الأرض{[2536]} .
وثانيهما: ( أو يأتيهم العذاب من حيث لا يشعرون ) المراد أن يأخذهم عذاب الله بغتة فيهلكهم من حيث لم يحتسبوا ،كما فعل بقوم لوط وغيرهم ممن أتاهم أمر الله بالعذاب فجأة .