أساس الأمن من عذاب الله للمتمردين عليه
كيف يفكر هؤلاء الذين يتحركون في خط التمرّد على الله ،وما هو أساس شعورهم بالأمن في حالتهم هذه ؟إن المسألة هي الغفلة المطلقة التي استسلموا من خلالها لما هُم عليه من انحرافٍ ،لأنهم لو فكّروا تفكيراً واقعياً ،لرأوا أن الخطر يحيط بهم من كل جهةٍ .فإذا كانوا لا يجدون اليقين في ما يخبرهم به الأنبياء ،فكيف يهربون من احتمالات الخطر التي تتهدد وعيهم ومشاعرهم أمام احتمالات الصدق في دعوة الأنبياء .وهذا ما تريد الآيات أن تثيره ،ليواجه الإنسان موقفه من الله ،من حالة وعي لموقعه الضعيف ،أمام القوّة الإلهية المطلقة .
لا أمن للماكرين من عذاب الله
{أَفَأَمِنَ الَّذِينَ مَكَرُواْ السَّيِّئَاتِ} في ما يعنيه المكر من تدبير الحيل المتنوعة ،في التآمر على الرسول ،وعلى الرسالة ،وعلى الدعاة إلى الله والعاملين في سبيله{أَن يَخْسِفَ اللَّهُ بِهِمُ الأَرْض} كما فعل بقارون من قبلهم ،{أَوْ يَأْتِيَهُمُ الْعَذَابُ مِنْ حَيْثُ لاَ يَشْعُرُونَ} كما فعل بقوم لوط ،وبغيرهم من أقوام الأنبياء الآخرين