قوله: ( اقرأ كتابك ) ما من إنسان إلا يبعث يوم القيامة قارئا ليقرأ ما حواه كتابه من أعمال ( كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا ) أي يقال له: اقرأ كتاب أعمالك التي أحصيناها عليك في الدنيا فلم نغادر منها شيئا .حسبك اليوم نفسك حاسبا عليك يحصي عليك أعمالك ؛إذ ليس من شاهد عليك غير نفسك .وإنما يقال له ذلك في أفظع ما يتصوره الخيال من ذعر وإياس وحراجة ؛إذ يقرأ كتاب نفسه بنفسه ،وهو وحده شهيد على ما يلقاه في كتابه المنشور .وفي هذه الساعة المكروبة الرهيبة من التربص والوجل ؛يبصر المرء كتاب أعماله ليستيقن بعد ذلك أنه من أهل النجاء فينجو ويسعد ،أو من أهل الخسران والشقاء ليهوي بعده في النار وبئس القرار .نسأل الله الخلاص من كل كرب ومحنة ،والنجاة من كل الأهوال والبلايا{[2650]} .