جملة اقرأ{ كتابك} مقول قول محذوف دل عليه السياق .
والأمر في{ اقرأ} مستعمل في التسخير ومكنى به عن الإعذار لهم والاحتجاج عليهم كما دل عليه قوله:{ كفى بنفسك اليوم عليك حسيباً} ،ولذلك كان معرفة تلك الأعمال من ذلك الكتاب حاصلة للقارىء .
والقراءة: مستعملة في معرفة ما أثبت للإنسان من الأعمال أو في فهم النقوش المخصوصة إن كانت هنالك نقوش وهي خوارق عادات .
والباء في قوله:{ بنفسك} مزيدة للتأكيد داخلة على فاعل{ كفى} كما تقدم في قوله:{ وكفى بالله شهيدا} في سورة[ النساء: 79] .
وانتصب{ حسيباً} على التمييز لنسبة الكفاية إلى النفس ،أي من جهة حسيب .والحسيب: فعيل بمعنى فاعل مثل ضريب القداح بمعنى ضاربها ،وصريم بمعنى صارم ،أي الحاسب والضابط .وكثر ورود التمييز بعد ( كفى بكذا ) .
وعدي ب ( على ) لتضمينه معنى الشهيد .وما صدق النفس هو الإنسان في قوله:{ وكل إنسان ألزمناه طائره} فلذلك جاء{ حسيباً} بصيغة التذكير .