قوله تعالى:{وكم أهلكنا من القرون من بعد نوح وكفى بربك بذنوب عباده خبيرا بصيرا} كم ،في موضع نصب مفعول للفعل ( أهلكنا ) أي كثيرا أهلكنا منهم .وذلك وعيد من الله تعالى يتهدد به المشركين من العرب الذين كذبوا رسول الله ( ص ) وإخبار منه سبحانه لهم بأنهم إذا لم ينتهوا عن تكذيبهم وعتوهم وباطلهم الذي هم فيه ؛فإن الله منزل بهم من العقاب ما أنزله بالأمم السابقة كقوم عاد وثمود وغيرهم ،أولئك الذين استكبروا وفسقوا عن دين الله وأبوا إلا التمرد والعصيان ؛فقد أهلك الله أمما كثيرة من بعد نوح حتى زمانكم بسبب جحودكم وتكذيبهم ،وأنتم أيها المشركون العرب نظراؤهم في الكفر والضلال ،ولستم خيرا منهم .فليس من شيء يحول دون تعذيبكم وإهلاككم كما عذبوا وأهلكوا .
قوله: ( وكفى بربك بذنوب عباده خبيرا بصير ) الله يعلم ما يفعله العباد من ذنوب ،وهو يبصر ما يصدر عنهم من أفعاله ؛فهو سبحانه عليم بالخوافي والأسرار{[2655]} .