قوله تعالى:{كلا نمد هؤلاء وهؤلاء من عطاء ربك وما كان عطاء ربك محظورا ( 20 ) انظر كيف فضلنا بعضهم على بعض وللآخرة أكبر درجات وأكبر تفصيلا ( 21 ) لا تجعل مع الله إلها آخر فتقعد مذموما ( 22 )} ( كلا ) ،منصوب على أنه مفعول ( نمد ) ( هؤلاء ) ،بدل من"كل "ومعناه: إنا نرزق المؤمنين والكافرين{[2659]} وبيان ذلك أن الله يمد كلا من الفريقين ،وهم الذين اتبعوا الحياة الدنيا ،والذين ابتغوا الآخرة ( من عطاء ربك ) أي من رزق الله ،فالله جل وعلا يرزق من فضله المؤمنين والكافرين في هذه الحياة الدنيا حتى إذا صاروا إلى الممات افترقوا بعد ذلك ،فكل فريق يفضي إلى ما قدم .فمريدوا العاجلة يساقون إلى جهنم .ومريدوا الآخرة يساقون إلى النجاة والنعيم ( وما كان عطاء ربك محظورا ) أي ليس رزق الله محبوسا عمن بسطه الله عليه ؛فإنه لا يمنعه أحد ولا يرده راد .