قوله تعالى:{وما كان عطاء ربّك محظورا} [ الإسراء: 20] أي ممنوعا .
إن قلتَ: كيف قال ذلك ،مع أنا نشاهد الواحد ،لا يقدر على دانق ،وآخر معه الألوف ؟ !
قلتُ: المراد بالعطاء هنا الرزق ،والله سوّى في ضمانه بين المطيع والعاصي({[374]} ) من العباد ،فلا تفاوت بينهم في أصل الرزق ،وإنما التفاوت بينهم في مقادير الأملاك ،وإنما لم يمنع الكفار الرزق ،كما منعهم الهداية ،لأن في منعه له هلاكهم ،وقيام الحجة لهم ،بأن يقولوا: لو أمهلتنا ورزقتنا ،لبقينا أحياء فآمنا .
ولأنه لو منعهم الرزق لكان قد عاجلهم بالعقوبة ،ولكان ذلك من صفات البخلاء ،والله منزّه عن ذلك ،لأنه حليم كريم .
ولأن إعطاء الرزق لجميع العباد عدل ،وعدل الله عامّ ،وهبة الهداية فضل ،والفضل بيد الله يؤتيه من يشاء .