{كُلاًّ نُّمِدُّ هَؤُلاءِ وَهَؤُلاءِ مِنْ عَطَآءِ رَبِّكَ} الذي يمنح عباده العطاء الجزيل الذي يريدونه من شؤون الدنيا والآخرة ،وذلك رحمةٌ منه تشمل المؤمن والكافر والمطيع والعاصي ،بعيداً عن موضوع الاستحقاق المؤسَّس على قاعدة العمل ،لأن رحمته تنطلق من قاعدة التفضُّل التي تحركت الحياة كلها من خلالها ،تماماً كما هي الشمس تطلع على البر والفاجر ،وكما هو المطر يهطل على الأرض الخصبة والأرض الجديبة ،وكما هو الينبوع يتدفّق من طبيعة العطاء في ذاته .إنه العطاء الإلهي الذي يتدفق وينهمر ويمتدّ بالرحمة على أساس الحكمة ،ناهيك عن أن الله سبحانه وتعالى يربي عباده بالرحمة في نعمه ،كما يربيهم بالنقمة في عذابه .
{وَمَا كَانَ عَطَآءُ رَبِّكَ مَحْظُوراً} في طبيعته ،وفي مواقعه لدى الحياة والإنسان .