قوله: ( واستفزز من استطعت منهم بصوتك ) استفز ؛أي استخف .أفزه الخوف واستفزه ؛أي أزعجه واستخفه{[2710]} .والمراد بصوت إبليس: الغناء والمزامير واللهو .وقيل: وسوسته .وقيل: دعاؤه إلى معصية الله .والصواب عموم ذلك ؛فإن إبليس يجهد بالغ جهده لإضلال البشرية بكل الأساليب والأسباب المستطاعة من أجل الإطغاء والإغواء والإلهاء عن دين الله .
وفي هذه الآية يأمر الله إبليس أمر إهانة وتهديد بقوله: استزل واستخف من استطعت أن تستخفه بوسوستك ودعائك إياهم إلى الفسق والعصيان ( وأجلب عليهم بخيلك ورجلك ) ( وأجلب ) من الجلب والجلبة ؛أي الأصوات .وقيل: الجمع .أي اجمع عليهم كل ما تقدر عليه ( بخيلك ورجلك ) الباء زائدة ،ورجل جمع راجل ؛أي كل راكب وماش .والمعنى: احمل عليهم بجنودك من مشاة وخيّالة ..
قوله: ( وشاركهم في الأموال والأولاد ) م مشاركتهم في الأموال: يعني إنفاق أموالهم في المعاصي .وقيل: ما كانوا يحرّمونه من البحائر والسوائب والوصائل والحوامي .وقيل: ما كانوا يذبحونه لآلهتهم .وقيل: المراد عموم ذلك .
أما مشاركتهم في الأولاد: فالمراد بذلك أولاد الزنا .وقيل: تمجيس الأولاد وتهويدهم وتنصيرهم .وقيل: المراد عموم ذلك هو الأظهر .قوله: ( وعدهم وما يعدهم الشيطان إلا غرورا ) أي عدهم بالأماني الكاذبة كشفاعة الآلهة لهم وأنه ليس من بعث ولا حساب ( وما يعدهم الشيطان إلا غرورا ) أي ما يعدهم الشيطان أو يمينهم به إلا الباطل والتغرير .