{وَاسْتَفْزِزْ} ،الاستفزاز: الاستخفاف والاستنهاض .
{وَأَجْلِبْ}: من الجلبة وهي الصّياح .
{وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ} أي استخفَّه حتى يستثيره نداؤك ليسعى إليك ،وذلك بإثارة عناصر الإغراء والإغواء والتزيين والتحسين أمامه{وَأَجْلِبْ عَلَيْهِم بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ} الجلبة: الصياح الذي يصدر عن صاحب الخيل والرجال من خلفه ،ليحثه على السبق واللحاق به ،والرجل جمع رجل ..وهو وارد على سبيل الكناية والتمثيل ،مثّل حاله في تسلُّطه على من يغويه بمغوارٍ أوقع على قوم ،فصوّت بهم صوتاً يستفزهم من أماكنهم ويقلقهم عن مراكزهم ،وأجلب عليهم بجنده من خيّالةٍ ورجّالةٍ ،حتى استأصلهمكما ورد في الكشاف.وبهذا كانت الفكرة إيحاءً للشيطان بأن يستعمل كل وسائله وإمكاناته وقواه في سبيل الإضلال{وَشَارِكْهُمْ فِي الأَمْوَلِ وَالأولادِ} وذلك بتوجيههم إلى الوسائل غير الشرعية في اكتساب المال كالقمار والربا والسرقة والغصب ،أو في إنفاقه في الموارد المحرّمة ،أو بتوجيههم إلى الوسائل غير الشرعية في إنجاب الأولاد عن طريق الزنا ،أو في التربي على غير النهج الشرعيإذا كانت ولادته شرعيةأو ما شاكل ذلك ...الأمر الذي يجعل المال والولد شركة بين الشيطان وبين صاحبه ،من خلال علاقته المحرّمة به ،بالإضافة إلى النسبة الذاتية التي تنتسب فيها الأشياء إلى أصحابها ،والأولاد إلى آبائهم .
{وَعِدْهُمْ} بكل المواعيد الكاذبة التي تثير فيها أمامهم أحلام المستقبل الذهبية ،التي تترتّب على معصيتهم لله وانحرافهم عن خطه المستقيم ،وتؤدي بهم إلى الاستسلام إلى أماني المغفرة والرحمة والشفاعة ،ونحو ذلك مما يخضعفي طبيعتهإلى شروط معينة .{وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلاَّ غُرُورًا} فليس له حقيقةٌ في الفكرة ولا في الواقع ،بل هو صورةٌ في الخيال ،وحركةٌ في الوهم والحس والشعور ،لأنه يظهر الباطل في صورة الحق ،والخطأ في مظهر الصواب ،والانحراف في خيال الاستقامة .