قوله تعالى:{نحن نقص عليك نبأهم بالحق إنهم فتية آمنوا بربهم وزدناهم هدى ( 13 ) وربطنا على قلوبهم إذ قاموا فقالوا ربنا رب السماوات والأرض لن ندعوا من دونه إلها لقد قلنا إذا شططا ( 14 ) هؤلاء قومنا اتخذوا من دونه آلهة لولا يأتون عليهم بسلطان بين فمن أظلم ممن افترى على الله كذبا ( 15 ) وإذ اعتزلتموهم وما يعبدون إلا الله فأووا إلى الكهف ينشر لكم ربكم من رحمته ويهيئ لكم من أمركم مرفقا ( 16 )} شرع الآن في بسط القصة وتبيينها على التفصيل .فذكر الله عز وعلا أن أصحاب الكهف فتية ؛فهم بذلك شباب وأحداث قد آمنوا بربهم من غير واسطة .فلا جرم أن الشباب ألين طبعا وأرق عاطفة وقلبا ،وأسلس في الانقياد للحق .الشباب أشد إقبالا على منهج الله الذي ترتضيه فطرتهم الغضّة ،السليمة من التلويث وأعظم استجابة للصواب والسداد إذا هتفت بهم هواتف اليقين ؛فهم بذلك أهدى لسبيل الله المستقيم من الشيوخ الذين يستعصون على الطاعة وسماع الحق في الغالب .وذلك لما ران على فطرتهم من شوائب الدنيا وزينتها الفاتنة ،وبما رسخ في أعماقهم من الأهواء وحب الشهوات ،من المال والجاه وغيرهما .لذلك كان أكثر الناس إقبالا على الإسلام الشباب ،وكان أكثر أصحاب رسول الله ( ص ) شبابا .قوله: ( وزدناهم هدى ) أي زدناهم إيمانا مع إيمانهم ؛ويقينا إلى يقينهم ،فصبروا على هجران الأهل والوطن ،والرضى بخشونة العيش في الكهف بعد الذي كانوا فيه من رغد الحياة ولين العيش والنعمة .ويستدل بهذه الآية على زيادة الإيمان ولأنه يزيد وينقص .وهو قول فريق من أهل العلم .يعزز هذا المذهب قوله تعالى: ( والذين اهتدوا زادهم هدى وآتاهم تقواهم ) وقوله: ( ليزدادوا إيمانا مع إيمانهم )