قوله:{وهزي إليك بجذع النخلة تساقط عليك رطبا جنيا} الباء ،زائدة ،وهي للتأكيد ؛فقد أمرها بهز الجذع ذي اليبس ليكون ذلك آية لها على عظيم قدرة الله وأن الله يفعل ما يريد فلا تضيق ولا تحزن .( تساقط عليك رطبا جنيا ) ( تساقط ){[2893]} بضم التاء وكسر السين المخففة ،فيكون ( رطبا ) منصوبا على أنه مفعول ( تساقط ) والرطب ،ثمر النخل إذا أدرك ونضج{[2894]} ،والجني ،يعني الطري الطيب .
ويستفاد من الآية وجوب السعي طلبا للرزق سواء كان السعي المبذول كبيرا أم هينا ؛فهذه مريم عليها السلام بذلت من الجهد البسيط في هز النخلة ما يتساقط به الثمر عليها لتأكل وتقيم نفسها ؛فإن المقصود بذل الجهد من أجل الكسب والارتزاق، قل الجهد أو كثر .ولا يقدح ذلك في ضرورة التوكل على الله ،وهو ما ينبغي اقترانه بالسعي وطلب الرزق .
أما مجرد التوكل من غير سعي ولا عمل ؛فتلك مخالفة صريحة لمنهج الله وشرعه الحكيم .