قوله: ( قال رب إني وهن العظم مني واشتعل الرأس شيبا ) ( وهن ) ،أي ضعف ،من الوهن ،بسكون الهاء ،وهو الضعف{[2881]} .
فقد بثّ زكريا عليه السلام شكواه إلى ربه بأن عظمه قد أتى عليه الضعف وخص العظم ؛لأنه عماد الجسد وعليه يقوم بناؤه فإذا عف العظم خار الجسد كله ( واشتعل الرأس شيبا ) ( شيبا ) منصوب على التمييز .وقيل: على المصدر ؛أي شاب يشيب شيبا{[2882]} .وهذا التعبير باشتعال الرأس شيبا من أحسن الاستعارات في كلام العرب ؛فقد شبه انتشار الشيب في الرأس بانتشار شواظ النار الملتهبة .فقد فشى الشيب في رأسه حتى عمه كله بسبب الكبر ؛إذ نيف إذ ذاك على الثمانين عاما ؛فهو بذلك يذكر ضعفه وشيبه إلى ربه فيستعطفه ويسترحمه عسى أن يستجيب منه الدعاء ،ولذلك قال: ( ولم أكن بدعائك رب شقيا ) أي لم أكن بدعائي إياك ( شقيا ) فقد تعودت منك الإجابة قبل اليوم وما كنت تخيب دعائي ،فاستجب اللهم وحقق لي رجائي .