{وَهَنَ}: الوهن: الضعف ونقصان القوة .
{وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْباً}: الاشتعال في الأصل هو انتشار النار ،ويقصد به هنا: انتشار الشيب في الرأس .
{شَقِيّاً}: الشقي: ضد السعيد ،والمراد به هنا: الخائب .
{قَالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي} فقد ضعف جسدي ،واختلت قواه ،ولم يعد هذا العظم الذي يعتمد عليه البدن في حركته وسكونه قادراً على حملي ،لأنه فقد القوة والصلابة اللتين يتوقف عليهما نشاطه ،{وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْباً} فقد انتشر الشيب في رأسي ،تماماً كما ينتشر اللهب في الهشيم عندما تشتعل فيه النار .فقد بلغت سن الشيخوخة التي تعطِّل فيَّ كل حيوية وقوّة ونشاط في ما أريد القيام به من حركة الحياة ،{وَلَمْ أَكُنْ بِدُعَآئِكَ رَبِّ شَقِيّاً} فقد عوّدتني أن تستجيب لي كلما دعوتك ،فأنت الرب العظيم القادر الذي لا يضيق بأي دعاء مهما كان صعباً أو سهلاً .ولذلك لم يضعف الأمل في قلبي ولم يهتز أمام كل هذا الضعف ،ولم يجد اليأس طريقه إلى وجداني المنفتح على رحمتك وقدرتك ،وتلك هي سعادة الروح المتصلة بالله ،في ما تحبه ،وفي ما تريده ،فلا مجال للإحساس بالشقاء الداخلي ،مهما كانت الأوضاع والظروف .