{إِذْ نَادَى رَبَّهُ نِدَآءً خَفِيّاً} فقد كان يعيش الإحساس بحضور الله في حياته وهيمنته على وجدانه ،بحيث يناديه بشكل طبيعي ،كما ينادي أيّ موجود حيّ في عالم الحس والشهود ،لأن غياب الله عن العيان لا يحجب رؤيته في عالم الوجدان .وهكذا وقف زكريا لينادي ربه ،ليُسْمِعَهُ حاجته ،ولكنه لم يطلق صوته عالياً ،بل تحدث بما يشبه الهمس الخفيّ ،لشعوره بالخشوع عند الحديث معه ،وإدراكه بأن الله لا يحتاج إلى الجهر بالصوت ،ليسمع نداء عبده ،لأنه يعلم السرّ وأخفى ،ويسمع وساوس الصدور ،فكيف لا يسمع تمتمات الشفاه ؟!