قوله: ( وإني خفت المولى من وراءي وكانت امرأتي عاقرا ) ( المولى ) هم العصبات من الإخوة وبني العم الذين يلونه في النسب ؛فقد كان أقارب زكريا العصبات من شرار الناس ،فخشي منهم أن يفرطوا في دين الله من بعده ،فطلب من الله أن يرزقه العقب الصالح من صلبه ليرثوا من بعده العلم والدين فيكونوا في الناس مهداة صلحاء ،داعين إلى الله ؛أي أن زكريا عليه السلام إنما أراد وراثة العلم والنبوة والدين لا وراثة المال كما زعم بعض المفسرين .ومعلوم أن النبيين أزهد الناس في الدنيا وحطامها ،فأنى لهم أن يكونوا من ذوي المال .ثم إن النبيين لا يورثون ؛فقد ثبت في الصحيحين أن رسول الله ( ص ) قال:"لا نورث ،ما تركنا صدقة "وفي رواية عند الترمذي بإسناد صحيح:"نحن معشر الأنبياء لا نورث "وبذلك تكون الوراثة في الآية مستعارة والمراد بها ما كان في النبوة والحكمة والعلم ،وهو الأليق بنبي الله زكريا .لذلك دعا ربه أن يهبه الذرية الصالحة ليرثوا من بعده الدين ؛فقد بلغ هو من العمر الكبر ،وكانت امرأته عاقرا ؛أي انقطع حملها فلا تلد{[2883]} .
قوله: ( فهب لي من لدنك وليا ) أي ارزقني من عندك ولدا .