قوله:{فوربك لنحشرنهم والشياطين ثم لنحضرنهم حول جهنم جثيا} هذا القسم من الله بإضافة المقسم به وهو الله إلى رسوله تتضمن تعظيما له ( ص ) .والواو العاطفة بمعنى مع ؛أي يقسم الله بجلاله العظيم أن الكافرين المكذبين بيوم القيامة محشورون مع الشياطين الذين أضلوهم وأغووهم ؛فما من شقي جاحد من البشر إلا ويجاء به يوم القيامة مقرونا مع شيطان بسلسلة ( ثم لنحضرنهم حول جهنم جثيا ) ( جثيا ) ،منصوب على الحال .جمع جاث ؛أي بارك على الرُكب .يقال: جثا يجثو جُثوّا وجثيا ؛وهم الجالسون على ركبهم{[2917]} ،وعن ابن عباس ،بمعنى: جماعات جماعات ،جمع جثوة وهو المجوع من التراب والحجارة .
والمقصود أن الكافرين مع الشياطين يساقون يوم القيامة إلى جهنم جاثين ؛أي باركين حول جهنم ،زيادة في التعذيب والتنكيل والإيلام من هول المنظر .فيا لله لهذا الحال البئيس المرعب الذي تتوقد فيه النار ،والكافرون والشياطين باركون على ركبهم وهم مقيدون مقرونون في السلاسل من حول جهنم في تأججها الرهيب واستعارها المضطرم !{[2918]}
هكذا يمكث هؤلاء الأخسرون في هذا التعس من المنظر الفظيع جثيا وقتا من الزمان- الله أعلم كم يستمر- قبل أن يكبكبوا في النار !نسأل الله العافية والستر والنجاة .