وقوله: ( وإذا قيل له اتق الله أخذته العزة بالإثم ) العزة هي القوة والغلبة .وقيل المراد بها في الآية هنا الحمية .وقيل: المنعة وشدة النفس .والمقصود أن هذا الكافر أو المنافق أو الفاجر إذا وعظه واعظ وقال له: اتق الله أي كف عن إفسادك ومعاصيك ( أخذته العزة بالإثم ) أي اعتز في نفسه غرورا وحمية فحمله ذلك على الإثم ،ويشبه ذلك ما قاله قتادة في هذا الصدد: إذا قيل له مهلا ازداد إقداما على المعصية .أي حملته العزة على الإثم .
وقوله: ( فحسبه جهنم ولبئس المهاد ) هذا المعتد الفاجر العنيد سوف يكفيه من العذاب المرير أن تكون جهنم مثواه ومآله الأخير المحتوم ( ولبئس المهاد ) و ( المهاد ) جمع ومفرده المهد وهو الفراش .فيا لسوء الموطن والمفترش ،وبالسوم المنام والمقام ،هذا المثوى المحترق الذي تتظلى فيه الجحيم وتنبعث من ألسنة الشواظ واللهب{[286]} .