] وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللّه[ ووقف أمامه الناصحون والناقدون لينصحوه ،ويُبيّنوا له خطأ السبيل التي يسير فيها ،وليعظوه ،ويوجهوه إلى خطّ التقوى الذي يدفعه إلى مراقبة اللّه في كلّ شؤون الحكم والحياة] أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالإِثْمِ[،فتمسك به والتزمه اعتزازاً به ،فلم يستمع للنصائح ،ولم يأخذ بالمواعظ ؛بل امتدّ في طغيانه واستعلى واستكبر في عملية إيحاء كاذب بأنه فوق مستوى النقد والشبهات ،فهو الذي يعطي للآخرين برنامج العمل ويحدّد لهم مسيرة الحياة ،فلا يجوز لأحد أن يحدّد له برنامجه ومسيرة حكمه .
وتختم الآية الصورة بالمصير الذي ينتظر مثل هذا الإنسان] فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ[ يعذب فيها أشدّ العذاب ،] وَلَبِئْسَ الْمِهَادُ[ الذي مهّده لنفسه بعمله وجريمته .
تلك هي صورة هذا النموذج الذي يتمثّل بشخصية المنافق الذي يتحرّك في حقول الدِّين والسياسة والاجتماع في كلّ زمان ومكان ،هذا الذي يبيع نفسه للشيطان في كلّ ما يمثّله من التواء وانحراف وإغراء وإغواء ،من أجل أن يؤدي بنا إلى الانهيار والدمار من حيث لا نشعر ولا نريد .
وهناك صورة أخرى لنموذج جديد مشرق في داخل الحياة وخارجها ،تتمثّل بالإنسان الذي شرى نفسه للّه من أجل الحصول على رضاه