قوله: ( قول معروف ومغفرة خير من صدقة يتبعها أذى ) ( قول ) مبتدأ مرفوع .( معروف ) صفته ( ومغفرة ) معطوف على المبتدأ .والخبر ( خير من صدقة ) والجملة الفعلية في محل جر صفة لصدقة{[343]} .والقول المعروف يتناول الكلمة الطيبة تقال للسائل كالدعاء له بالصلاح والخير أو الرجاء له من الله أن يكتب له الخير واليسر .ولا ريب أن تكون الكلمة الطيبة على أية صورة كانت أفضل من التصدق يُبذل للسائل مع ما يرافقه من المن والأذية .يقول الرسول ( ص ) فيما أخرجه مسلم:"الكلمة الطيبة صدقة وإن من المعروف أن تلقى أخاك بوجه طلق ".
وعن عمر بن الخطاب – رضي الله عنه- قال: قال رسول الله ( ص ):"إذا سأل السائل فلا تقطعوا عليه مسألته حتى يفرغ منها ،ثم ردوا عليه بوقار ولين أو يبذل يسير أو رد جميل ،فقد يأتيكم من ليس بإنس ولا جان ينظرون صنيعكم فيما وأصل المغفرة من الغفر ويعني الستر .والمراد به هنا الستر لحالة المحتاج والتغاضي عن السائل إذا ألح في مسألته أو أغلظ .فإن العفو والتسامح والستر والتجاوز من غير إعطاء خير من التصدق الذي يتبعه منّ وأذى .
قوله: ( والله غني حليم ) إنه جل جلاله غني عن العباد وعن صدقاتهم ،وهو سبحانه رحيم بالضعفاء والمحاويج والسائلين ،وسوف يغنيهم من فضله ،فلا حاجة له في صدقات المنانين الذين يمحقون أجورهم بالمن والأذى .وهو سبحانه حليم فلا يعجل للمسيئين عقوباتهم ولا يبادرهم الجزاء ،بل يمهلهم حتى إذا تابوا وأنابوا صفح عنهم وتجاوز عن خطيئاتهم .