القول في تأويل قوله:قَوْلٌ مَعْرُوفٌ وَمَغْفِرَةٌ خَيْرٌ مِنْ صَدَقَةٍ يَتْبَعُهَا أَذًى وَاللَّهُ غَنِيٌّ حَلِيمٌ (263)
قال أبو جعفر:يعني تعالى ذكره بقوله:( قول معروف )، قولٌ جميل, ودعاءُ الرجل لأخيه المسلم (81) .. =( ومغفرة )، يعني:وسترٌ منه عليه لما علم من خَلَّته وسوء حالته (82) . =( خير ) عند الله =( من صدقة ) يتصدقها عليه =( يتبعها أذى ), يعني يشتكيه عليها، ويؤذيه بسببها، كما:-
6037 - حدثني المثنى قال، حدثنا إسحاق قال، حدثنا أبو زهير, عن &; 5-521 &; جويبر, عن الضحاك:( قول معروف ومغفرة خير من صدقة يتبعها أذى ) يقول:أن يمسك ماله خير من أن ينفق ماله ثم يتبعه منًّا وأذى.
* * *
وأما قوله:( غنيّ حليم ) فإنه يعني:"والله غني"عما يتصدقون به =( حليم )، حين لا يعجل بالعقوبة على من يَمنُّ بصدقته منكم, ويؤذي فيها من يتصدق بها عليه. (83) .
وروي عن ابن عباس في ذلك، ما:-
6038 - حدثنا به المثنى قال، حدثنا عبد الله بن صالح, قال:حدثني معاوية, عن علي بن أبي طلحة, عن ابن عباس:( الغني )، الذي كمل في غناه, و ( الحليم )، الذي قد كمل في حلمه.
-----------------
الهوامش:
(81) انظر تفسير"المعروف"فيما سلف 3:371 ، 372 / ثم 4:547 ، 548 / 5:7 ، 44 ، 76 ، 93 ، 173 .
(82) انظر تفسير"المغفرة"2:109 ، 110 ، وفهارس اللغة .
(83) انظر تفسير"حليم"فيما سلف 5:117 .