قوله: ( الشيطان يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء ) الشيطان يخوف الناس بالفقر ؛كيلا ينفقوا ،فهو بذلك يوحي إليهم بمختلف أسباب الإيحاء ،سواء كان ذلك بالسوسية النفسية التي تسري في صدر الإنسان ،أو بالإغواء المباشر الذي تنطق به ألسنة الشياطين من البشر وهم ينفثون الرعب في قلوب المؤمنين ،كل ذلك تخويف بالفقر من الشيطان لابن آدم من أجل أن يُمسك عن البذل والإنفاق .وهو كذلك يأمر الناس بالفحشاء وهي وجود المعاصي والمحرمات التي نهى الله عنها وحذر منها ،ومن بينها الشح والإمساك دون البذل والنفقة .
وفي مقابل هذا التخويف من الشيطان اللعين فإن الله تباركت أسماؤه يزين لعباده خليقة الإنفاق ويرغبهم فيه ترغيبا ،واعدا إياهم المغفرة وهي الستر من الله على عباده في الدنيا والآخرة ،وكذلك واعدا إياهم الفضل وهو الرزق الحلال الحسن في هذه الدنيا ثم النعيم المقيم يوم القيامة .
وقوله: ( والله واسع عليم ) الله سبحانه وتعالى واسع رزقه ولا تنفذ خزائنه فهو يعطي بغير حساب وكيفما شاء ،وهو سبحانه يعلم الغيب والشهادة ،ويعلم كيف يقسم الأرزاق .كل ذلك جار في إطار حكمته وعلمه .
وفي إغواء الشيطان لابن آدم وإضلاله ،ثم في ترشيد الرحمن لابن آدم وتبصيره روى الترمذي عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله ( ص ):"إن للشيطان لمّه بابن آدم ،وللملك لمّة ،فأما لمة الشيطان فإيعاد بالشر وتكذيب بالحق ،وأما لمة الملك فإيعاد بالخبر وتصديق بالحق ،فمن وجد ذلك فليعلم أنه من الله ومن وجد الأخرى فليتعوذ بالله من الشيطان "– ثم قرأ: ( الشيطان يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء ) .