وقوله: ( يؤتي الحكمة من يشاء ) الحكمة كلمة جامعة تتضمن وجوها شتى من المعاني كالعلم والفهم والعدل والعلة ،والكلام الذي يقل لفظه ويجل معناه ،أو هي المعرفة بالقرآن والتفقه في الدين والإصابة في القول والفعل{[351]} .كل واحدة من هذه الوجوه أو كلها مجتمعة بمثابة الحكمة التي أثنى عليها الله في كتابه الحكيم وامتدح من عباده من أوتيها فقال سبحانه: ( ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا ) ولا ريب أن يكون عطاء الحكمة خير عطاء يؤتاه المرء في حياته ؛فهو خير من عطاء الدنيا وما حوته من متاع وزخرف ،وهو كذلك خير من زينة الحياة وما فيها من نعيم زائل وبهجة آيلة للفناء ( ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خبرا كثيرا ) إن هذه هي الحقيقة التي يعيها ويدركها أولو الألباب الذين أوتوا حظا من الفهم الحاذق والبصيرة اليقظة الواعية ؛لذلك قال سبحانه: ( وما يذكر إلا أولوا الألباب ) .