قوله تعالى: ( الذين ينفقون أموالهم بالليل والنهار سرا وعلانية فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون ) ذلك ثناء من الله على عباده المخلصين الذين يبادرون بالإنفاق في سبيله .يستوي في ذلك أن يكون الإنفاق ليلا أم نهارا ،خفية أم جهارا .عن هؤلاء المنفقين مثوبون وأجرهم عند الله محسوب .وينبغي القول كذلك أن الإنفاق يشمل بعمومه ما كان على الأهل ،فإن النفقة على الأهل تقتضي الأجر والثناء للمؤمنين المنفقين .فقد ثبت في الصحيحين أن رسول الله ( ص ) قال لسعد بن أبي وقاص حين عاده مريضا عام الفتح"وإنك لن تنفق نفقة تبتغي بها وجه الله إلا ازدادت بها درجة حتى ما تجعل في فيّ امرأتك ".
وأخرج الإمام أحمد بإسناده عن أبي مسعود عن النبي ( ص ) قال:"إن المسلم إذا أنفق على أهله نفقة يحتسبها كانت له صدقة ".
قوله: ( ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون ) أي لا يخافون إذا خاف الناس يوم القيامة فإنهم صائرون إلى كنف الله وظله ،فهم آمنون مطمئنون لا يصيبهم الفزع الأكبر مثلما يصيب غيرهم من العصاة والفاسقين .
وكذلك فإنهم إذا فارقوا الحياة والأهل والخلان عند الموت لا يحزنون كما يحزن غيرهم من الناس ،وهو حينئذ يدركون أنهم صائرون إلى جوار ربهم حيث الأمن والراحة والنعيم والجنة{[359]} .