بعد أن رغّّب سبحانه وتعالى في الإنفاق وبيَّن فوائده ،بيّن في هذه الآية فضيلة الإنفاق في جميع الأوقات والأحوال ،وختمها بنص عام يشمل كل طرق الإنفاق وجميع أوقاته ،وبحكمٍ عام يشمل كل منفق لوجه الله ،إن الذين يتصدقون بأموالهم على الفقراء في جميع الأزمنة وسائر الأحوال ،وتجود أنفسهم بالبذل في السر والعلانية لهم ثوابهم عند ربهم في خزائن فضله ،ولا خوف عليهم حين يخاف الذين يحبسون المال بخلاً عن المحتاجين ،ولا هم يحزنون على ما فاتهم من صالح العمل الذي يرجون به ثواب الله .
وبعد ،فإن الإسلام لا يقيم حياة أهله على الصدقة ،بل على تيسير العمل والرزق لكل قادر أولاً ،وعلى حسن توزيع الثروة بين أهله على أساس التوفيق بين الجهد والجزاء ثانياً .
لكن هنالك حالات تختلف لأسباب استثنائية ،وهي التي يعالجها بالصدقة .وقد رغّب الإسلام في الصدقة وحض عليها كثيرا .مرة في صورة فريضةٍ ،وهي الزكاة ،ومرة في صورة تطوع غير محدود هو الصدقة .