قوله:{قال يبنؤم لا تأخذ بلحيتي ولا برأسي} أخذ موسى برأس هارون في يد ،وبلحيته في يده الأخرى ،وأخذ يجره إليه لشدة ما غشيه من الغيرة والأسف ،فخاطبه هارون وهو شقيقه لأبويه- خاطبه في رفق وتودد ( يبنؤم ) لقد ترقق له بذكر الأم على سبيل الاستعطاف والترفق ؛لأن ذكر الأم أبلغ في إثارة الرأفة والحنو ( إني خشيت أن تقول فرقت بين إسرائيل ) خشيت إن فعلت بهم ما تريده من زجرهم ومقاتلة بعضهم الذين ضلوا ،أو الخروج عنهم واتباعك فيتبعني فريق منهم ويتبع آخرون السامري- أن تقول: إني فرقت بين القوم ( ولم ترقب قولي ) أي خشيت كذلك أن تقول لي: إنك لم تراع ما أمرتك به وهو أن تخلفني في القوم حال غيابي .{[2987]}