قد صير الله النار بردا وسلاما بعد أن نزع ما فيها من خصوصية الإحراق وهو قوله سبحانه: ( يا نار كوني بردا وسلما على إبراهيم ) جعل الله النار على إبراهيم ذات برد وسلام ؛إذ لم يجعلها باردة وكفى .ولو كانت كذلك لما احتملها إبراهيم لشدة بردوتها لكن الله أذهب شدة بردها بجعلها سلاما آمنا لا يمس إبراهيم منها حر ولا أذية .وهذه معجزة ربانية عظمى أتمها الله تنجية لنبيه إبراهيم وبرهانا للعالمين كما تظل الدنيا دوام الزمن تذكر هذا الحدث الهائل الجلل الذي يحمل الأذهان على التصديق والاستيقان ،ويؤكد أن نواميس الكون وقوانين الطبيعة والحياة كلها بيد الله ،فإن شاء نزعها أو أوقف جريانها ليصنع ما يشاء من الخوارق والمعجزات .