أي كوني بردا أي باردة ليست متوهجة وهو آمن في سلام لا يجزع من رؤيتها ولا يفزع من لهبها .
ومساق الكلام لا يدل على أنها أطفئت بريح شديدة ، ولا مطر انهمر عليها ، ولكنها المعجزة أنها بقيت متوهجة ولم تحرقه ، فالله تعالى أزال عنها خاصة الحرق بالنسبة لإبراهيم ، ومنعت من أن يصل أذاها إليه ، كأن بجسمه موانع مانعة وحائلا يحول بينه وبينها .
نجا إبراهيم عليه السلام بهذه المعجزة الباهرة ، وكان فيها معنى التحدي لأنهم أرادوا الغلب والانتصار لآلهتهم فلم يؤذ ولا هابها ، وكان ذلك إعجازا لهم ، وكان حقا عليهم من قبل ومن بعد أن يذعنوا ، ولكن غلبت عليهم شقوتهم .