قوله تعالى: ( إن الله يدخل الذين آمنوا وعملوا الصالحات جنات تجري من تحتها الأنهار يحلون فيها من أساور من ذهب ولؤلؤ ولباسهم فيها حرير ( 23 ) وهدوا إلى الطيب من القول وهدوا إلى صراط الحميد ( 24 ) ) بعد أن ذكر حال المعذبين في النار وما يجدونه فيها من شدة اللهب وفظاعة التحريق والنكال والأغلال ،شرع يذكر حال السعداء من أهل الجنة ؛إذ ينعمون فيها بالخير الدائم والقرار الآمن الكريم .وذلك في الجنة وما فيها من أنهار جارية مناسبة تنساح في أكنافها وخلالها .وهم كذلك ( يحلون فيها من أساور من ذهب ولؤلؤا ولباسهم فيها حرير ) لؤلؤا ،منصوب بفعل مقدر .أي يُعطون لؤلؤاً .
قال المفسرون: لما كانت الملوك تلبس في الدنيا الأساور والتيجان جعل الله ذلك لأهل الجنة ( ولباسهم فيها حرير ) أي أكسيتهم في الجنة مما يلبسونه من فُرشهم ولباسهم وستورهم ،من حرير ؛فقد أباح الله لأهل الجنة التحلي بالذهب والاكتساء بالحرير ،وقد كان ذلك في الدنيا حراما على الرجال دون النساء .لكن المؤمنين أعطوا من أصناف النعيم والزينة في الجنة ما يحقق لهم كامل السعادة الأبدية والرخاء المستديم .