وأوضحت الآيات التالية وضع المؤمنين الصالحين ،مستخدمة اُسلوب المقارنة ،لتكشف بها عن وضع هاتين المجموعتين ،وهنا تستعرض هذه الآيات خمسة أنواع من المكافئات للمؤمنين: ( إنّ الله يدخل الذين آمنوا وعملوا الصالحات جنّات تجري من تحتها الأنهار ) .
فخلافاً للمجموعة الأُولى الذين يتقلّبون في نار جهنّم ،نجد أنّ الذين آمنوا وعملوا الصالحات يتمتّعون بنعيم رياض الجنّة على ضفاف الأنهار وهذه هي المكافأة الأُولى ،وأمّا لباسهم وزينتهم فتقول الآية: و ( يحلّون فيها من أساور من ذهب ولؤلؤاً ولباسهم فيها حرير ){[2607]} .
وهاتان مكافئتان يمنّ الله بهما كذلك على عباده العالمين في الجنّة ،يهبهم أفخر الملابس التي حرموا منها في الدنيا ،ويجملّهم بزينة الأساور التي منعوا عنها في الحياة الأُولى ،لأنّها كانت تؤدّي إلى إصابتهم بالغرور والغفلة ،وتكون سبباً لحرمان الآخرين وفقرهم .أمّا في الجنّة فينتهي هذا المنع ويباح للمؤمنين لباس الحرير والحلي وغيرها .وبالطبع ستكون للحياة الاُخروية مفاهيم أسمى ممّا نفكّر به في هذه الدنيا الدنيّة ،لأنّ مبادىء الحياة ومدلولها يختلفان في الدنيا عمّا هي في الآخرة ( فتأمّلوا جيداً ) .