قوله تعالى:{وإذ بوأنا لإبراهيم مكان البيت أن لا تشرك بي شيئا وطهر بيتي للطائفين والقائمين والركع السجود ( 26 ) وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالا وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق ( 27 )} ثمة تقريع وتوبيخ للمشركين الذين عبدوا آلهة من دون الله .وذلك في البقعة المباركة التي أسست من أول يوم على عبادة الله وحده ،وتوحيده دون غيره من الأنداد والشركاء .لكن المشركين اتبعوا الضلال والغي ،ومضوا في ظلام الشرك والوثنية يعبدون مع الله آلهة أخرى بعد أن أسس إبراهيم البيت العتيق ليكون مثابة لتوحيد الله سبحانه .وهذا هو قوله: ( وإذ بوأنا لإبراهيم مكان البيت ) أي واذكر حين عيّنا أو وطأنا لإبراهيم مكان البيت الحرام وذلك بعد انطماسه القديم .والمراد بالبيت الكعبة .
قوله: ( أن لا تشرك بي شيئا ) ( أن ) ،مخففة من الثقيلة ،والتقدير: أنه لا تشرك بي شيئا .وقيل: مفسرة بمعنى أي .والتقدير: أي لا تشرك بي شيئا . وقيل: ( أن ) ،زائدة{[3099]} والمخاطب إبراهيم عليه الصلاة والسلام ،إذ أمره ربه ببناء الكعبة لعبادة الله وحده دون شريك غيره .
قوله: ( وطهر بيتي للطائفين والقائمين والركع السجود ) أي طهر الكعبة من الشرك والأوثان والأنجاس والأقذار لمن يطوف بها ويصلي فيها .