قوله: ( وقال الملأ من قومه الذين كفروا وكذبوا بلقاء الآخرة وأترفناهم في الحياة الدنيا ) المراد بالملأ ،كبراء القوم الكافرين ورؤساؤهم .و ( الذين كفروا ) ،نعت للملأ ،أو لقومه .والمعنى: أن هؤلاء المجرمين الذين كفروا بدعوة الله وجحدوا نبوة رسولهم هود وكذبوا بيوم الدين والحساب ( وأترفناهم في الحياة الدنيا ) معطوف على ( الذين ) .أو جملة حالية ؛أي وقد أترفناهم ،وكان ينبغي أن لا يكفروا بل يشكروا ما أترفناهم فيه في حياتهم الدنيا من بسط الرزق وغير ذلك من وجوه النعمة- قالوا: ( ما هذا إلا بشر مثلكم يأكل مما تأكلون منه ويشرب مما تشربون ) أي ما هذا الذي يزعم أنه نبي إلا مثلكم في البشرية ؛فهو يأكل كما تأكلون ويشرب كما تشربون .فأنى له أن يكون نبيا وهو مثلكم .