قوله تعالى:{ما اتخذ الله من ولد وما كان معه من إله إذا لذهب كل إله بما خلق ولعلا بعضهم على بعض سبحان الله عما يصفون ( 91 ) عالم الغيب والشهادة فتعالى عما يشركون ( 92 )} ذلك تنزيه من الله لجلاله العظيم عن الولد أو الشريك ؛فما من إله إلا الله .وهو وحده الخالق البادئ المعيد . وذلك هو قوله: ( ما اتخذ الله من ولد وما كان معه من إله ) ليس من إله نديد لله شريك له في الملك والتصرف والعبادة .
قوله: ( إذا لذهب كل إله بما خلق ) أي لو كان ثمة آلهة أخرى متعددة ؛لانفرد كل واحد منهم بشطره في الملك ،ولاختلف الآلهة فيما بينهم فاختلّ بذلك نظام الكون ،وأتى عليه الخلل والاضطراب والفوضى .لكن الكون الهائل الشاسع المنبسط بعظيم اتساقه وكامل انتظامه الدقيق ،إنما يدل أوضح دلالة على وحدانية الله ،وأنه متفرّد بالإلهية والربوبية .
قوله: ( ولعلا بعضهم على بعض ) أي غلب القوي الضعيف ،وابتغى كل واحد منهم قهر الآخر ليطغى عليه ويسلبه ملكه .كديدن الملوك والرؤساء من بني آدم في الأرض .وذلك مما لا يعقل أو يتصور .
فإذا تبين ذلك ،تجلى لنا اليقين بأن الله وحده لا شريك له .وأنه منزه عما يفتريه الظالمون والسفهاء من نسبة الولد أو الصاحبة أو الندية إلى الله .وهو قوله: ( سبحان الله عما يصفون ) .