قوله: ( الذي خلق السماوات والأرض وما بينهما في سنة أيام ) ( الذي ) ،في محل جر صفة للحي .وقال عن السماوات والأرض ( بينهما ) ولم يقل بينهن ؛لأنه أراد الصنفين والشيئين ،وذلك ذكر لصفة الله العظمى في الخلق ؛فهو سبحانه خالق السماوات والأرض وهما خلقان هائلان في امتدادهما ،وسعتهما ،وبينهما من الخلائق الكاثرة والمختلفة من نجوم وكواكب وبحار وأطيار وجبال وأحياء ومختلف الأجرام ،ما لا يعلم حقيقته وكثرته ومداه وتعدد أصنافه وأنواعه وألوانه إلا الله .لقد خلق الله ذلك كله في ستة أيام .وهو سبحانه أعلم بحقيقة هذه الأيام ،إن كانت من أيامنا في دنيانا هذه المعهودة ،أم هي أيام محسوبة بحساب الله وميزانه الذي يعلمه هو .
قوله: ( ثم استوى على العرش ) أي خلقه ورفعه .وبينا القول في معنى العرش فيما سبق من الآيات .
قوله: ( الرحمان فاسأل به خبيرا ) ( الرحمان ) مرفوع على أنه خبر لمبتدأ محذوف ؛أي هو الرحمان .وقيل: مبتدأ ،وخبره ( فاسأل به ) وقيل: بدل من المضمر في قوله: ( استوى ){[3341]} .