وقوله:( الذي خلق السماوات والأرض وما بينهما في ستة أيام ) أي:هو الحي الذي لا يموت ، وهو خالق كل شيء وربه ومليكه ، الذي خلق بقدرته وسلطانه السماوات السبع في ارتفاعها واتساعها ، والأرضين السبع في سفولها وكثافتها ، ( في ستة أيام ثم استوى على العرش [ الرحمن] ) ، أي:يدبر الأمر ، ويقضي الحق ، وهو خير الفاصلين .
وقوله:( ثم استوى على العرش الرحمن فاسأل به خبيرا ) أي:استعلم عنه من هو خبير به عالم به فاتبعه واقتد به ، وقد علم أنه لا أحد أعلم بالله ولا أخبر به من عبده ورسوله محمد ، صلوات الله وسلامه عليه سيد ولد آدم على الإطلاق ، في الدنيا والآخرة ، الذي لا ينطق عن الهوى ، إن هو إلا وحي يوحى - فما قاله فهو حق ، وما أخبر به فهو صدق ، وهو الإمام المحكم الذي إذا تنازع الناس في شيء ، وجب رد نزاعهم إليه ، فما يوافق أقواله ، وأفعاله فهو الحق ، وما يخالفها فهو مردود على قائله وفاعله ، كائنا من كان ، قال الله تعالى:( فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول ) [ النساء:59] .
وقال:( وما اختلفتم فيه من شيء فحكمه إلى الله ) [ الشورى:10] ، وقال تعالى:( وتمت كلمة ربك صدقا وعدلا ) [ الأنعام:115] أي:صدقا في الإخبار وعدلا في الأوامر والنواهي; ولهذا قال:( فاسأل به خبيرا ) قال مجاهد في قوله:( فاسأل به خبيرا ) قال:ما أخبرتك من شيء فهو كما أخبرتك . وكذا قال ابن جريج .
وقال شمر بن عطية في قوله:( فاسأل به خبيرا ) قال:هذا القرآن خبير به .