قوله: ( قل أنزله الله يعلم السر في السماوات والأرض ) أي قل لهم: إن الذي أنزل القرآن لهو علام الغيوب ،الذي يعلم ما خفي من أسرار في العالمين ويعلم كل خبئ مستكن في السماوات أو الأرض .والقرآن قد تضمن من عجيب المعاني والأخبار والأسرار ما لم يكن يعلمه محمد ( ص ) ،فلا جرم أنه تنزيل من رب العالمين .
قوله: ( إنه كان غفورا رحيما ) ذلك من لطف الله بالعباد ؛إذ يبين للظالمين المعاندين أنه ممهلهم فلا يعاجلهم العقوبة ليزدجروا ويتوبوا إلى ربهم فيغفر لهم ما أظهروه من الكفر والعصيان .وذلك من فضل الله على عباده ورحمته بهم ؛فإنه لا يعجل لهم العذاب بل يمهلهم ليتوبوا فإن تابوا وأنابوا نجوا ،وإن لم يتوبوا باءوا الخسران وسوء المصير{[3300]} .