لذا فالآية الأخيرة تصرح بصيغة الرد على هذه الاتهامات الواهية ،فتقول: ( قل أنزله الذي يعلم السر في السموات والأرض ) .إشارة إلى أن محتوى هذا الكتاب ،والأسرار ،المتنوعة فيه من علوم ومعارف وتاريخ الأقوام الأولين ،والقوانين والاحتياجات البشرية ،وحتى أسرار عالم الطبيعة والأخبار المستقبلية ،
تدل على أن ليس من صنع ومتناول عقل البشر ،ولم ينظم بمساعدة هذا أو ذاك .بل بعلم الذي هو جدير بأسرار السماء والأرض ،والمحيط بكل شيء علماً .
لكن مع كل هذا ،فإن القرآن يترك طريق التوبة مفتوحاً أمام هؤلاء المغرضين والمنحرفين ،فيقول تبارك وتعالى في ختام الآية ( إنّه كان غفوراً رحيماً ) .
فبمقتضى رحمته أرسل الأنبياء ،وأنزل الكتب السماوية ،وبمقتضى غفوريته سيعفو في ظل الإِيمان والتوبة عن ذنوبكم التي لا تحصى .