قوله: ( وهو الذي جعل الليل والنهار خلفة ) أي جعل كل واحد منهما يخلف صاحبه ،إذ يتعاقبان لا يفتران .فإذا ذهب هذا جاء هذا .وإذا جاء هذا ذهب هذا .
وقيل: جعل كل واحد منهما خلفا من الآخر في أن ما فات في أحدهما من عمل يُعمل فيه لله ،أدرك قضاءه في الآخر .والمعنى الأول أظهر ،استنادا إلى ظاهر اللفظ ؛إذ كل واحد منهما يخلف الآخر ويأتي عقيبه .ومنه خلقة النبات .وهو ورق يخرج بعد الورق الأول في الصيف .
قوله: ( لمن أراد أن يذكر أو أراد شكورا ) أي يتذّكر عجيب صنع الله وما ذرأه من عجائب المخلوقات الكثيرة والمبثوثة في أرجاء الكون ،فينيب إلى ربه عابدا مستسلما ( أو أراد شكورا ) أي يشكر نعمة ربه التي أنعمها عليه وهي نعم كثيرة ومختلفة ومبسوطة لا تحصى{[3344]} .