ثم رجعوا عن هذا الاقتراح كذلك إلى كونه مستغنيا بالمال يرفده به ربه ،وهو قوله: ( أو يلقى إليه كنز ) أي يلقى إليه من السماء كنز يستغني به فلا يحتاج إلى التردد في الأسواق طلبا للرزق والمعاش .ثم رجعوا عن ذلك إلى كونه رجلا له بستان يأكل منه ويستغني به عن العمل والسعي ،وهو قوله: ( أو تكون له جنة يأكل منها ) .
قوله: ( وقال الظالمون إن تتبعون إلا رجلا مسحورا ) المسحور ،الذي غلب عقله السحر فجنّ .والمراد بالقائلين ،النضر بن الحارث وأتباعه من أكابر المجرمين الظالمين .فقد قالوا للناس: إنكم لا تتبعون إلا رجلا قد غلبه السحر .وهم يبتغون بمقالتهم المنكرة هذه أن يثبطوا الناس عن دين الله تثبيطا ،ولينثنوا عن اتباع رسول لله فيشاقوه فيما جاءه به فينقلبوا مدبرين مستكبرين .