قوله تعالى:{وَقَالَ الظَّالِمُونَ إِن تَتَّبِعُونَ إِلاَّ رَجُلاً مَّسْحُوراً * انْظُرْ كَيْفَ ضَرَبُواْ لَكَ الأمْثَالَ فَضَلُّواْ فَلاَ يَسْتَطِيعْونَ سَبِيلاً} .
ذكر جل وعلا في هذه الآية الكريمة: أن الظالمين وهم الكفار قالوا للذين اتبعوا النبي صلى الله عليه وسلم:{إِن تَتَّبِعُونَ إِلاَّ رَجُلاً مَّسْحُورًا} يعنون: أنه أثر فيه السحر فاختلط عقله فالتبس عليه أمره ،وقال مجاهد: مسحوراً: أي مخدوعاً كقوله:{فأنى تسحرون} [ المؤمنون: 89]: أي من أين تخدعون ،وقال بعضهم: مسحوراً: أي له سحر أي رثة فهو لا يستغني عن الطعام والشراب ،فهو بشر مثلكم ،وليس بملك ،وقد قدمنا كلام أهل العلم في قوله: مسحوراً بشواهده العربية في سورة طه في الكلام على قوله تعالى:{وَلاَ يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى} [ طه: 69] ولما ذكر الله هذا الذي قاله الكفار في نبيه صلى الله عليه وسلم ،من الإفك والبهتان خاطب نبيه صلى الله عليه وسلم بقوله:{انْظُرْ كَيْفَ ضَرَبُواْ لَكَ الأمْثَالَ فَضَلُّواْ فَلاَ يَسْتَطِيعْونَ سَبِيلاً} ،وما
قاله الله لنبيه في ذلك ،وهو