( أَوْ تَكُونُ لَهُ جَنَّةٌ ) يقول:أو يكون له بستان ( يَأْكُلُ مِنْهَا ).
واختلف القرّاء في قراءة ذلك, فقرأته عامة قرّاء المدينة والبصرة وبعض الكوفيين ( يَأْكُلُ ) بالياء, بمعنى:يأكل منها الرسول. وقرأ ذلك عامة قرّاء الكوفيين ( نَأْكُلُ مِنْهَا ) بالنون, بمعنى:نأكل من الجنة.
وأولى القراءتين في ذلك عندي بالصواب قراءة من قرأه بالياء، وذلك للخبر الذي ذكرنا قبل بأن مسألة من سأل من المشركين رسول الله صلى الله عليه وسلم، أن يسأل ربه هذه الخلال لنفسه لا لهم. فإذ كانت مسألتهم إياه ذلك كذلك, فغير جائز أن يقولوا له:سل لنفسك ذلك لنأكل نحن.
وبعدُ, فإن في قوله تعالى ذكره:تَبَارَكَ الَّذِي إِنْ شَاءَ جَعَلَ لَكَ خَيْرًا مِنْ ذَلِكَ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُدليلا بيِّنا على أنهم إنما قالوا له:اطلب ذلك لنفسك, لتأكل أنت منه, لا نحن.
وقوله:( وَقَالَ الظَّالِمُونَ ) يقول:وقال المشركون للمؤمنين بالله ورسوله:( إِنْ تَتَّبِعُونَ ) أيها القوم باتباعكم محمدا( إِلا رَجُلا ) به سحر.