قوله تعالى:{وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِّنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآيَاتِنَا لَا يُوقِنُونَ ( 82 ) وَيَوْمَ نَحْشُرُ مِن كُلِّ أُمَّةٍ فَوْجًا مِّمَّن يُكَذِّبُ بِآيَاتِنَا فَهُمْ يُوزَعُونَ ( 83 ) حَتَّى إِذَا جَاؤُوا قَالَ أَكَذَّبْتُم بِآيَاتِي وَلَمْ تُحِيطُوا بِهَا عِلْمًا أَمَّاذَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ ( 84 ) وَوَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِم بِمَا ظَلَمُوا فَهُمْ لَا يَنطِقُونَ ( 85 ) أَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا اللَّيْلَ لِيَسْكُنُوا فِيهِ وَالنَّهَارَ مُبْصِرًا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ} .
إذا وجب القول على الكافرين بالعذاب عند فساد الناس آخر الزمان ،فأعرضوا عن دين الله ولجّوا في المعاصي والذنوب ،أخرج الله لهم دابة من الأرض ،قيل من مكة{تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآيَاتِنَا لَا يُوقِنُونَ} أي تخاطبهم الدابة بالعربية بلسان ذلق{[3464]} ،قائلة لهم: إن الناس كانوا غير موقنين بآيات الله .والمراد بآيات الله قرآنه وما تضمنه من الدلائل والبينات والأخبار والحقائق .
وقد ورد في حقيقة الدابة جملة أخبار منها ما رواه الإمام أحمد عن حذيفة بن أسيد الغفاري قال: أشرف علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن غرفة ونحن نتذاكر أمر الساعة ،فقال:"لا تقوم الساعة حتى تروا عشر آيات: طلوع الشمس من مغربها ،والدخان ،والدابة ،وخروج يأجوج ومأجوج ،وخروج عيسى ابن مريم عليه السلام ،والدجال ،وثلاثة خسوف: خسف بالمغرب ،وخسف بالمشرق ،وخسف بجزيرة العرب ،ونار تخرج من قعر عدن تسوق – أو تحشر- الناس تبيت معهم حيث باتوا ،وتقيل معهم حيث قالوا ".
وكذلك ما رواه مسلم عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"بادروا بالأعمال ستة ،طلوع الشمس من مغربها ،والدخان ،والدجال ،والدابة ،وخاصة أحدكم ،وأمر العامة ".
وما نبتغي بالإسهاب في وصف الدابة مما لا يرقى في حقيقته إلى اليقين .