قوله:{اسْلُكْ يَدَكَ فِي جَيْبِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاء مِنْ غَيْرِ سُوءٍ}{اسْلُكْ} ،يعني أدخل ،وجيب القميص ،أي طوقه{[1]} والمعنى: ادخل يدك في جيب قميصك تخرج ساطعة مشعة تتلألأ كأنها قطعة من القمر ،من غير مرض كبرص ونحوه .
قوله:{وَاضْمُمْ إِلَيْكَ جَنَاحَكَ مِنَ الرَّهْبِ} المراد بالجناح ،اليد ؛فإن اليدين بمنزلة جناحي الطائر .و{الرَّهْبِ} معناه الخوف والفزع ؛فقد أمر الله نبيه موسى أن يضم عضده وذراعه ،وهو الجناح ،إلى صدره ليهون بذلك فزعه من الحية أو غيرها .وذلك هو شأن المسلم إذا أصابه خوف أو فزع أن يضع يده على صدره ليسكن ويهدأ ويخف ذعره .وعن ابن عباس قال: كل خائف إذا وضع يده على صدره زال خوفه .
قوله:{فَذَانِكَ بُرْهَانَانِ مِن رَّبِّكَ إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ} ( ذلك ) ،إشارة إلى العصا واليد ،وهما مثنى ذاك .فهما{بُرْهَانَانِ} أي حجتان ظاهرتان نيرتان من الله إلى فرعون وقومه الظالمين المشركين .وإحدى الحجتين: انقلاب العصا حية مفزعة مخوفة ،وصيرورة اليد مشعة تتلألأ .
قوله:{إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ} أي عصاة مستكبرين خارجين عن طاعة الله ،مخالفين لأمره{[2]} .