/م29
المفردات:
اسلك: أدخل .
جيبك: الجيب: فتحة القميص من حيث يدخل الرأس .
جناحك: الجناح: العضد والذراع ،لأن الذراع للإنسان كالجناح للطائر .
سوء: عيب ومرض ،كبرص ونحوه .
الرهب: الخوف ،بفتح الراء وسكون الهاء ،بقراءة حفص عن عاصم ،وقرأ الجمهور: [ الرّهب] بفتح الراء والهاء .
برهانان: حجتان واضحتان ،تثنية برهان ،وهو الحجة القاطعة .
التفسير:
32-{اسلك يدك في جيبك تخرج بيضاء من غير سوء واضمم إليك جناحك من الرهب فذلك برهان من ربك إلى فرعون وملئه إنهم كانوا قوما فاسقين} .
أدخل يدك في جيبك ،والجيب فتحة الثوب تكون في الصدر ،ومن هذا الجيب تدخل الرأس عند لبس الثوب ،قال تعالى:{وليضربن بخمرهن على جيوبهن ..} [ النور: 31] أي: على المرأة المسلمة أن تضع طرف الخمار على فتحة الصدر حتى تستر صدرها .
والمراد: أن الله طلب من موسى عليه السلام أن يدخل يده في فتحة القميص أو فتحة الثوب الخارجي ،فإذا أخرجها خرجت بيضاء بياضا ساطعا ،مثل ضوء الشمس ،بدون مرض أو برص ،فهذه معجزة ثانية ،والعهد في يد موسى أنها تميل إلى السواد أو الحمرة ،فربما دخله الرعب أو الخوف من شدة بياض اليد ،وشدة إشراق الضوء منها ،فأمره الله تعالى أن يضم يده إلى صدره فإن ذلك يذهب عنه الرهب والخوف ،وهي وسيلة عملية لكل خائف ،أن يضع يده في صدره ،حتى يخفف من خفقان قلبه .
قال القرطبي:
وما فسروه من ضم اليد إلى الصدر يدل على أن الجيب موضعه الصدر ،وقرأ حفص:{من الرهب} بفتح الراء وإسكان الهاء ،وقرأ جمهور القراءبفتح الراء والهاء:{من الرهب} ،لقوله تعالى:{ويدعوننا رغبا ورهبا ..} [ الأنبياء: 90] وكلها لغات ،وهو بمعنى الخوف .
والمعنى: إذا هالك أمر يدك وشعاعها فأدخلها في جيبك ،وارددها إليه تعد كما كانت .
قال ابن عباس:
ليس من أحد يدخله رعب بعد موسى عليه السلام ،ثم يدخل يده فيضعها على صدره إلا ذهب عنه الرعبxii .
{فذانك برهانان من ربك ..}
هاتان حجتان واضحتان ،ومعجزتان بارزتان ،تأييدا من الله لك ،وهما العصا تنقلب حية ،واليد تضيء كالشمس .
{إلى فرعون وملئه إنهم كانوا قوما فاسقين} .
هاتان الآيتان أرسلناك بهما إلى فرعون وقومه ،إنهم كانوا قوما خارجين على طاعة الله ،فأيدك بالمعجزتين دعما لموقفك ،وإعلاما للجميع بأنك رسول من عند الله مؤيد بالمعجزتين .
/خ32