/م20
المفردات:
تهتز: تضطرب وتتحرك بسرعة .
جان: حية كحلاء العين بيضاء ،تكثر في الدور ولا تؤذي .
مدبرا: منهزما خلفه من الخوف .
ولم يعقب: ولم يرجع لخوفه وفزعه منها .
التفسير:
31-{وأن ألق عصاك فلما رآها تهتز كأنها جان ولى مدبرا ولم يعقب يا موسى أقبل ولا تخف إنك من الآمنين} .
ألقى موسى عصاه فانقلبت حيّة كبيرة ضخمة ،تصطك أنيابها ،لو صادفت صخرة لاقتلعتها وابتلعتها ،كأن الصخرة تندكّ من جبل إلى واد سحيق ،ومع عظم الحية وضخامتها ،فهي تتحرك في خفة وسرعة ،كأنها حية صغيرة في خفة حركتها وشدة سرعتها ،عندئذ خاف موسى خوفا شديدا ،وولى مدبرا مسرعا إلى الخلف ،ولم يعقب ويرجع مرة أخرى ،ليشاهد هذه الحية ويتأمل صفاتها ،يقال: عقب الفارس ،إذا أقبل بعد أن أدبر ،وكرّ بعد أن فرّ ،فناداه الله سبحانه وتعالى: يا موسى أقبل إلينا ،ولا تخف من الحية أو غيرها فأنت في معية الرحمان ،ومن كان في معية الله فلا خوف عليه .
قال تعالى:{إني لا يخاف لدي المرسلون} [ النمل: 10] أي: أنت في كنفي ورعايتي وحفظي ،وأنت أمن فأنت رسولي أحفظك بحفظي ،وأكلؤك برعايتي .
/خ32