{وَأَنْ أَلْقِ عَصَاكَ} فألقى عصاه ،وهنا كانت المفاجأة المرعبة المخيفة .{فَلَمَّا رَآهَا تَهْتَزُّ كَأَنَّهَا جَآنٌّ} في صورة حيّةٍ ،في ما كان يتصوره الناس من صورة الجان{وَلَّى مُدْبِراً وَلَمْ يُعَقِّبْ} في حالة هروبٍ من هذا المخلوق المخيف الذي يمكن أن يقضي على حياته ليتجه بعيداً عنه بحيث لا يرجع إلى هذا المكان .وانطلق الصوت الإِلهي من جديد ،ليمسح على قلبه بالسكينة الإِلهية الروحية التي توحي له بالأمن والطمأنينة:{يا مُوسَى أَقْبِلْ وَلاَ تَخَفْ إِنَّكَ مِنَ الآَمِنِينَ} فلم تكن المسألة هي أن يثير ذلك في نفسك الرعب ،بل لتكون آيةً لك على أنك في الموقع الذي تتحرك فيه بقدرة الله ،ولتشعر بالقوّة في مواجهة التحدي الكبير الذي ينتظرك ،في ما ينتظرك من رسالة وإبلاغ .