قوله: ( أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم ويعلم الصابرين ) .
( أم حسبتم ) ،كلام مستأنف .وأم منقطعة ومعنى الهمزة فيها للإنكار ،أي بل حسبتم .وجملة ( ولما يعلم ) في محل نصب على الحال .ولما بمعنى لطم إلا أن فيها ضربا من التوقع فدل على نفي الجهاد فيما مضى وعلى توقعه فيما يستقبل .ويعلم مجزوم بلما وكسرت فيها الميم لالتقاء الساكنين ( ويعلم الصابرين ) يعلم منصوب بإضمار أن .وقيل: الواو بمعنى حي ،أي حتى يعلم الصابرين{[602]} .
والمعنى المراد من الآية: أتحسبون أن تدخلوا الجنة من غير مجاهدة منكم وصبر .فإنه من البعيد أن تصلوا إلى السعادة والفوز برضى الله والجنة من غير مجاهدة وتضحية وصبر .